شهد قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط على مر السنوات العشر الماضية تغييرات جذرية هائلة ساهمت في التحول نحو الطاقات المتنوعة بما فيها الطاقات البديلة والطاقات المتجددة. ولا شك أن هذا التوجه الجديد نحو الطاقات المتنوعة سيتيح للدول الغنية بالنفط فرصة تقليل اعتمادها على الموارد النفطية من جهة ويخفض من جهة أخرى إمكانية تعرضها لتقلبات أسعار السلع في الأسواق العالمية.
وبدوره، سيساهم الاقتصاد الرقمي الناشئ بدور فاعل في دفع مسيرة التنمية الاجتماعية الاقتصادية المستدامة نحو الأمام، الأمر الذي من شأنه أن يعالج مسألة الاستهلاك الكبير للموارد الطبيعية والطاقة من قبل القطاعات التقليدية التي قد تؤدي إلى حدوث تلوث بيئي وانهيار النظام الإيكولوجي الشامل.
لقد ساهمت موارد النفط والغاز بدور فاعل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمنطقة فازداد مستوى طلب واستهلاك الأسواق المحلية للكهرباء والطاقة. ومن المتوقع أن تواصل متطلبات المستهلكين تسجيل زيادة ملحوظة حيث تشير توقعات “بي بيه للطاقة 2017” إلى أن استهلاك الطاقة في منطقة الشرق الأوسط سوف يسجل زيادة بواقع 50 بالمائة تقريباً بحلول العام 2035، وهذه نسبة تزيد عن معدل الاستهلاك الحالي للطاقة في كل من الصين والهند والبرازيل.
مشاريع وتقنيات
كل هذه الأسباب دفعت العديد من شركات النفط في المنطقة إلى إطلاق مشاريع وتقنيات جديدة استعداداً لإحداث التحول الكبير في مجال الطاقة من خلال تخصيص الاستثمارات الهادفة إلى تطوير الطاقة الشمسية والغاز وزيادة حجم الاستثمارات المخصصة لمراحل الإنتاج الأولية من النفط والغاز.
وتعتبر تقنيات “بلوك تشين” إحدى التقنيات الهامة التي يعتمد عليها قطاع الطاقة بوتيرة متزايدة، حيث يُستخدم دفتر أستاذ الحسابات الموزعة من هذه التقنيات لتقليل تكاليف المعاملات وتحديد مصادر الطاقة وزيادة كفاءة العمليات المتبادلة. وغالباً ما تركز مشاريع الطاقة القائمة على تقنيات “بلوك تشين” على أسواق الطاقة “من نظير لنظير” التي يمكن أن توفر حلولاً أرخص من شراء الكهرباء من الشبكة على سبيل المثال. وهذا ما يوفر فرصة اقتصادية هامة بالنسبة للشركات الناشطة في مجال الطاقة والمستهلكين أيضاً، ومن خلال تحويل الطاقة إلى أحد الأصول القابلة للتداول عبر تقنيات “بلوك تشين”، تتاح للمستهلكين فرصة الاستفادة من المزايا العديدة التي توفرها التجارة القائمة على تقنيات “بلوك تشين” مثل تكاليف التعاملات المنخفضة واعتماد مبدأ الشفافية في إدارة الشركة وغيرها الكثير.
تجربة هواوي
وفي ظل هذه التطورات، توفر الأبحاث وأعمال التطوير الركيزة الأساسية لتطوير قطاع الطاقة المستدام. وهذا ما شجع “هواوي” لتخصيص مبلغ 13.8 بليون دولار في العام 2017 لدعم أبحاث البحث والتطوير بما يمكنها من تحقيق هدفها المتمثل في وضع التقنيات الرقمية في متناول كل منزل وشخص وشركة وبناءً عالم أكثر تواصلاً وذكاءً.
كما أطلقت “هواوي” أيضاً منصة “بلوك تشين كخدمة” (BaaS) في شهر أبريل من هذا العام بهدف تمكين الشركات من تطوير عقود ذكية بالاعتماد على شبكة دفتر أستاذ الحسابات الموزعة التي تتيح حالات استخدام متنوعة.
وبفضل الاعتماد على تقنيات “بلوك تشين” في واحد من مشاريعها الجديدة في مجال الطاقة، نجحت “هواوي” بمنح المستخدمين سجلاً واضحاً عن كافة التعاملات وألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومحطات الطاقة القادرة على توليد الكهرباء التي تلبي احتياجاتهم. ونتيح للمستخدمين اليوم فرصة اختيار مصادر توريد الطاقة بالاعتماد على سعر الكهرباء وعلى مستوى الكهرباء المتوفر في محطات التوليد. وفي هذه الأثناء، تقوم شركات توليد الطاقة الكهربائية بحساب كمية التوريد والطلب على الكهرباء في كل محطة من خلال دراسة طلبات توريد الكهرباء المقدمة من قبل المستخدمين لتتمكن بعد ذلك من تعديل استراتيجيتها في توليد الكهرباء وأسعار بطريقة مناسبة.
وتتضمن بعض حلول “هواوي” القائمة على تقنيات “بلوك تشين” خدمة البلوك تشين (BCS) التي تتوفر عبر شبكة “هواوي” السحابية كإحدى الخدمات المفتوحة والفعالة التي لا تسبب أي ضرر للبيئة. وباعتبارها ركيزة أساسية في منصة “بلوك تشين” السحابية، يمكن أن توفر خدمة البلوك تشين (BCS) الفرصة أمام الشركات لتطوير حلول وتطبيقات “بلوك تشين” بكل سرعة ومرونة وبالاعتماد على منصة “هواوي” السحابية.
فيوجن سولار
وتبذل “هواوي” قصارى جهودها لنصبح الشريك المثالي المفضل في قيادة عمليات تطوير الطاقة المطلوبة لشبكة الإنترنت، وقد نجحنا بالفعل في إطلاق حلول “فيوجن سولار” الكهروضوئية الذكية وما زلنا نواصل تقديم المساعدة المطلوبة لتنفيذ عمليات التشغيل والصيانة الآلية المطلوبة، وتترك حلول ومنتجات “هواوي” لشبكة الطاقة بصمة إيجابية مؤثرة في قطاع الطاقة. وبحسب نتائج الإحصائيات التي أجرتها شركة “آي إتش إس ماركيت” و”فورست آند سولفيان”، تستحوذ حلول مركز البيانات من “هواوي” وكذلك أجهزة التزويد المستمر بالطاقة (UPS) على الحصة الأكبر من الأسواق العالمية، وقد سجلت أجهزة محولات الطاقة الكهروضوئية النسبة الأعلى من أجهزة المحولات المشحونة في العالم بأسره للعام الثاني على التوالي. كما اُعتمدت حلول ومنتجات الطاقة من مركز بيانات “هواوي” من قبل العديد من الشركات بما فيها مطار دبي الدولي. وأبرمت “هواوي” كذلك علاقات شراكة متكاملة مع أفضل 100 محطة لتوليد الطاقة عبر الخلايا الشمسية الكهروضوئية في العالم.
وبعد انتشار المفاهيم الأساسية للتحوّل الرقمي وشبكات التواصل والتقنيات الذكية في مختلف أرجاء العالم، نسعى في “هواوي” إلى تطوير حلول الموقع الذكي ومركز البيانات الذكية ونضع في متناول عملائنا حلول شبكة الطاقة التي تمتاز بأنها أكثر سهولة وكفاءةً وموثوقية وذكاء. وتعاونا كذلك مع 102 مزود للشبكات في مختلف دول العالم بهدف تحسين كفاءة طاقة شبكاتهم. وبحلول العام 2017، استخدمت “هواوي” بشكل مبتكر بطاريات الأيون ليثيوم في 28 شبكة بهدف تخزين الطاقة، الأمر الذي ساعد العملاء في تحسين كفاءة العمليات والصيانة وتخفيض استهلاك الطاقة وتزويد الحماية الأمنية المناسبة للشبكة.
تقنيات المعلومات والاتصالات
وبالاعتماد على تقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة، تستفيد “هواوي” من استراتيجية “البيانات، حيث تقود عملية تطوير شبكات الطاقة”، كما تبذل كل ما في وسعها للتحول إلى الشريك المفضّل والمزود الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات التي تساهم في تطوير الشبكات الذكية. وكانت حلول “هواوي” لشبكات الطاقة الذكية قد اُستخدمت في 73 دولة ومنطقة مختلفة من العالم وساهمت بتلبية متطلبات أكثر من 190 عميلاً في قطاع الكهرباء. كما تعزز هذه الحلول من إمكانية عملائنا لتحسين كفاءة إدارة الطاقة وضمان العمليات الآمنة والموثوقة لشبكات الكهرباء.
ونجحت هواوي من خلال العمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في تطوير ثلاثة حلول رئيسية مهمة في قطاع الكهرباء، تتمثل في شبكات الاتصالات و”إنترنت أشياء” شبكة الكهرباء والتقنيات السحابية للشبكة الكهربائية. وبذلنا كذلك كافة الجهود الممكنة بهدف قيادة كافة الجهود المبذولة لتأسيس النظام الإيكولوجي الشامل القائم على معايير “إنترنت الأشياء وأنظمة التحكم المنطقي القابلة للبرمجة” التي تتوافق على أمثل وجه مع المسودة الأولى الصادرة من معايير معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE P1901.1). كما يُعد مختبر “هواوي” المفتوح اليوم الشريك الرسمي لشبكات التواصل القائمة على “معيار إنترنت الأشياء وأنظمة التحكم المنطقي القابلة للبرمجة في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات” والمعروف اختصاراً بـ (IEEE PLC-IoT IC).